عبدون أو بـودبوز الأنسب لخلافة زياني في منصب صانع الألعاب أمام إفريقيا الوسطى

ولتفتح باب التأويلات حول اللاعب الذي بإمكانه أن يكون أحسن خلف لخير سلف فوق المستطيل الأخضر خلال المباراة المقبلة التي ستجمع المنتخبين الوطني وإفريقيا الوسطى. الخيار سيكون صعبا لأن اللاعب السابق لـ“أولمبيك مارسيليا” قطعة أساسية يصعب تعويضها، ولعل ما يزيد من صعوبة الأمر هو حضوره في مختلف المواعيد الكبرى التي خاضها “الخضر” في عهد المدرب السابق رابح سعدان، حيث لم يقتصر غيابه سوى على بضع مباريات ودية وواحدة رسمية فقط كانت في رواندا خلال الجولة الأولى من التصفيات، وأخرى أمام غينيا في عهد المدرب الفرنسي السابق كافالي، وها هو السيناريو هذه المرة شبيه بخرجتي التصفيات السابقة بغياب زياني عن لقاء إفريقيا الوسطى.منح أكثر حرية لبودبوز
فوق الميدان يحرّره ويجعل أداءه أفضل
البحث عن صانع ألعاب وقلب نابض يعوّض زياني فوق الميدان ويؤدي نفس الدور الذي كان يقوم به هذا الأخير رغم صعوبته قد لا يعسر على المدرب بن شيخة الذي قد تعبد له الطريق إن هو التفت قليلا إلى البطولة الفرنسية وإلى ما يقدمه الجوهرة بودبوز مع ناديه “سوشو” من جولة لأخرى، حيث صار في ظرف وجيز إحدى أهم الركائز في وسط الميدان الهجومي، بل أحد هدافيه البارزين بفضل الأهداف الحاسمة التي يسجلها، ومن المؤكد أن صحوة بودبوز وعودته إلى سابق عهده تكون قد جاءت في وقتها في ظل إصابة زياني وتأكّد غيابه، لأن اللاعب سيكون بوسعه تعويض زميله وأحد المتسببين في حمل ألوان الوطن، وسيكون بإمكانه أن يعوّضه بسهولة إن منحت له فرصة اللعب بأكثر حرية فوق الميدان، وهي الحرية التي حرم منها سابقا بسبب تقييده باللعب على إحدى الجهتين اليمنى أو اليسرى.
تمريراته سحرية، ملمترية وأهدافه دون تعليق
ولا ينقص بودبوز شيء من الناحية الهجومية كي يؤدي دوره الجديد إن لجأ بن شيخة إلى منحه هذا الدور، فاللاعب أثبت أكثر من مرة مع ناديه حضوره جسدا وروحا فوق الميدان، بفضل تمريراته السحرية والملمترية، لاسيما تلك التي يمنحها لرفاقه رؤوس الحربة في العمق، فضلا على حسه التهديفي لأن اللاعب عودنا على التسجيل كل أسبوع، وبأي وسيلة ؟ بطرق ووسائل لا تحتاج إلى تعليق أو مدح وثناء بقدر ما تحتاج إلى تأمل واستمتاع في صمت، لأن روعة الأهداف التي يسجلها من جولة لأخرى أصدق من أي تعليق في الحقيقة، ولعل من شاهدوا هدفه في مرمى “نيس” يوم السبت الماضي بإمكانهم التأكد من ذلك.
عيبه أنه لا يدافع وبن شيخة لا يحب من لا يدافعون
ورغم محاسنه التي ترشّحه لكي يكون الخليفة المناسب لزياني في لقاء إفريقيا الوسطى، إلا أن ما قد يعيق بودبوز في الحقيقة هو عدم مساعدته لزملائه دفاعيا، فطريقة اللاعب استعراضية وهجومية أكثر منها دفاعية، وهو ما وقفنا عليه خلال أكثر من مباراة خاضها مع سوشو ومع المنتخب حتى الآن، فبودبوز ليس من نوع اللاعبين الذين يعودون للخلف لمساعدة المدافعين، وهو ما لا يحبّذه المدرب الجديد بن شيخة الذي أتذكر شخصيا أننا التقيناه يوما وتحدثنا معه عن أحد لاعبي البطولة الوطنية الذين برزوا الموسم الفارط، فقال لنا بصريح العبارة : “إنه لاعب رائع للغاية، لكنه للأسف الشديد كسول ولا يدافع، وأنا لا أحبّذ الاعتماد على من لا يدافعون”، ومع ذلك فإن بن شيخة قد يعالج هذا العيب المتواجد في بودبوز، وجعله يدافع عندما تكون الكرة بحوزة المنافس ويهاجم عندما تكون الكرة بحوزتنا، أو أن يلجأ لخيار آخر ويتركه في منصبه على إحدى الجهتين اليمنى أو اليسرى.
عبدون همّش كثيرًا وحان الوقت لمنحه فرصة اللعب وصنع اللعب
عبدون حل من الحلول المناسبة التي قد يستنجد بها بن شيخة أمام إفريقيا الوسطى لتعويض زياني، لأن إمكانات اللاعب السابق لـ“نانت” الفرنسي والحالي لـ“كافالا” اليوناني لا تقل شأنا عن إمكانات أي لاعب خط وسط في منتخبنا، فالكل يشهد له بأنه يتمتع بفنيات عالية للغاية، لكنه للأسف الشديد لم يحصل على فرصته كما ينبغي في عهد سعدان حتى يفجر طاقاته، وكان في كل مباراة ودية كانت أم رسمية يضطر إلى تسخين مقعد البدلاء لأكبر فترة ممكنة، على أن يدرج احتياطيا عندما يكون المنتخب متورطا أو مهزوما في آخر لحظات المباراة، لكنه قد يحصل على فرصته هذه في عهد المدرب بن شيخة الذي سيتأكد للوهلة الأولى بأنه سيكون من اللاعبين المناسبين لصنع ألعاب “الخضر” وخلافة زياني.
المفاضلة بينه وبين بودبوز تصب في صالحه
ورغم أن كلا من بودبوز وعبدون يتمتعان بإمكانات فنية معتبرة، ورغم أنهما مؤثران فوق الميدان مع فريقيهما إلا أن المفاضلة بينهما تصب نتائجها في صالح عبدون لخلافة زياني، على أن يبقى بودبوز في المنصب الذي يوظفه فيه سعدان كوسط ميدان هجومي أيمن أو أيسر، فالأقدمية أوّلا تصب في صالح عبدون بما أنه يلعب في صفوف المنتخب منذ أكثر من سنة، فضلا عن أنه من اللاعبين القدامى القلائل الذين همشوا ولم تمنح لهم الفرصة كما ينبغي في وقت سابق، دون أن نغفل أنه صانع ألعاب حقيقي في كل الفرق التي لعب لها حتى الآن، كما أنه لاعب يدافع ويهاجم في آن واحد وهي الخصلة التي يشترطها بن شيخة في كافة لاعبيه حتى وإن كانوا مهاجمين.
جابو من الصعب الاعتماد
عليه أساسيًا في أول ظهور له مع “الخضر”
ثالث اللاعبين المرشّحين لهذا الدور هو الوافد الجديد على المنتخب عبد المومن جابو الذي رغم أنه لاعب محلي، إلا أن إمكاناته الفنية الكبيرة، لا تقل شأنا لا عن بودبوز ولا عن عبدون ولا أي محترف آخر، ومكمن الاختلاف الوحيد بينه وبين المحترفين، أنه لاعب محلي ينشط في بطولة عرجاء، وهم محترفون ولدوا في أوروبا ولعبوا في أنديتها منذ البداية، غير أن ما يعيق صانع الألعاب السابق للحراش والحالي لسطيف هو استحالة اتخاذ بن شيخة قرار إشراكه أساسيا في أول ظهور له مع المنتخب، وأغلب الظن أنه سيعتمد عليه كـ“جوكير” يستنجد به عند الضرورة في المرحلة الثانية من المباراة، وهي أيضا فرصة مواتية لـ“ميسي” الجزائر كي يمرغ دفاع المنافس المغمور مثلما تعود على تمريغ مدافعي البطولة الوطنية والأندية القارية التي واجهها مع ناديه وفاق سطيف، والمساهمة في إنعاش خط الهجوم العقيم منذ فترة.

شكرررا