إنهم سنابل من ذهب
يبذل
الفلاّح جُل جُهده لكي يحصد محصولاً وفيراً يُرضيه بعد تعب وعناء واهتمام،
قد يُحالفهُ الحظ وقد يخونه أحياناً تبعاً لأسباب قد لا يملك زمامها ،
فالطقس وتقلبات المناخ تُقلقهُ إذ يُمكن أن تقصف بكدح سنة كاملة من الترقب
مثل هطول الأمطار في غير وقتها، أو برد شديد يحرق المزروعات أو صيف لاهب
يُبيد الضرع والزرع، المُهم في النهاية هو المحصول بعد الحصاد فكيف شكل
حصادنا الوطني برأيكم ؟؟
صحيح
أن الكل يبذر والبعض يهتم بزرعه والقليل من يقتلع الحشائش الضارة ، هذا
غير الذي يتعهّد زرعه بنفسه طلباً للخير بخلاف ذاك الذي ترك الأرض ومن
عليها للوافد الذي عينه بالطبع على الدراهم التي سيحملها معه حين يُغادر.
سيداتي سادتي ليس هذا التداعي حول الفلاّح والفِلاحة هو ما كنتُ أقصده بالضبط ولكنني أرغب منكم وأنتم تزرعون بذور القيم في وجدانات (بناتكم/أبنائكم)
مُراجعة حساباتكم والتدقيق فيها .. قد أكون أول المقصرين في هذا الأمر،لكن
عنّ لي شكل اهتمامنا بصياغة وتشكيل مستقبل الوطن الذي سيمسك زمامَهُ الجيل
الحالي الذي يتكون من بناتنا وأبنائنا ماذا عملنا من أجلهم ؟؟ بكل أمانة
أتمنى استرجاع علاقة كل واحد مِنّا بأبنائه ، وقراءة تلك العلاقة بكل صدق
وتجرّد بعيداً عن الانتصار للذات أو التعامي عن التقصير، أشعر بأنني فتحت
باباً لا يُمكن سدّه ولا أود شخصيّاً سدّه دون المُصارحة حتى نكون أوفياء
للوطن ومن أجل المستقبل الذي عِمادهً الأولاد والأحفاد ومن يليهم.
لا
أود تعتيم الصورة رغم خوفي وقلقي بسبب الإهمال غير المُتعمّد لقضايا الجيل
من الصغار والصغيرات مع إيماني بإدراك مُعظم الأمهات والآباء بكيفيّة
التعامل مع مستجدات عصرنا الحاضر بعكس ما كان عليه جيل أبي وأُمي الذين
بذلوا جُل ما يستطيعون (عليهم شآبيبُ الرحمة) لكي يصنعوا منّا أُناساً صالحين يقدّرون الحياة ويعملون من أجل إعمار الأرض .
نعم
..تغيرت الأوضاع واستجد ما لم يكُن في الحُسبان ولكن هل هذا يعفينا من
مسؤولية إعداد أولادنا للدخول في المنافسة العالمية ، والاشتراك في زمالات
أُممية لم تخطر على بالنا في يومٍ ؟؟ المايك معكم.