إليكم هذه الفتوى من مركز الفتوى بدولة الكويت
بخصوص :الفرق بين التلاوه والترتيل والتجويد؟؟
نص السؤال :
سؤالى يا إخواتى هل هناك فرق بين الترتيل والتلاوه؟وإن كان هناك فرق فما هو؟أريد إجابه علميه ومنطقيه من أحد المتخصصين فى علوم القرآن والقراءات وهذا
لأنى دائما اسمع فى إذاعة القرآن الكريم أحيانا يقال سنستمع إلى تلاوه
للقارىء فلان ومره اخرى اسمع نستمع الآن الى ترتيل للقارئ فلان فلما ذا
يقال مره تلاوة ومرة ترتيل إن لم يكن هناك فرق بينهم ولكم جزيل الشكر
الإجابة :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه،
أما بعـد: فإن التلاوة معناها القراءةعموماً،وأما الترتيل فهو مرتبة من مراتب تلاوة القرآن الثلاثة المعروفة عند علماء التجويد وهي -بعد الترتيل-: الحدر، والتدوير، فالترتيل في اصطلاح القراء هو قراءة القرآن على مكث وتفهم من غيرعجلة، وهو أفضل مراتب التلاوة، لأن القرآن نزل به، كما قال تعالى:
وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ[الإسراء:106]،
وقال تعالى: وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا [المزمل:4].
وقد فسرعلي رضي الله عنه الترتيل: بأنه تجويد الحروف ومعرفة الوقوف،ومعنى تجويد الحروف إخراجها من مخارجها، وإعطاؤها صفاتها من التفخيم والترقيق...
وأما المرتبة الثانية من تلاوة القرآن فهي الحدر،وهو إدراج القراءة وسرعتها مع المحافظة على أحكام التجويد، ويجب الحذر من بترالحروف وذهاب الغنة والمد.
وأما المرتبةالثالثة من مراتب تلاوة القرآن فهي التدوير، وهي حالة متوسطة بين الترتيل والحدر، ولقارئ القرآن الكريم أن يختار من هذه المراتب الثلاثة ما يناسب حاله أو يوافق طبعه ويخف على لسانه، ولا تجوز تلاوة القرآن بالهذرمة التي تبتر الحروف وتخل بمخارجها وتذهب بالغنة والمد...
وتأتي تلاوة القرآن بمعنى اتباعه، ومنه قول الله تبارك وتعالى: الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمن يَكْفُرْ بِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ [البقرة:121]،
وفي تفسيرالطبري وابن كثيرعن ابن مسعود أنه قال: والذي
نفسي بيده؛ إن حق تلاوته أن يحل حلاله، ويحرم حرامه، ويقرأه كما أنزله
الله عز وجل، ولا يحرفه عن مواضعه، ولا يتأول شيئاً منه على غير تأويله.
ومثله رووه عن قتادة وعلى هذا :
فالتلاوة : لفظ عام يشمل القراءة -كما ذكرنا- ويشمل الاتباع.
أما الترتيل : فهو مرتبة من مراتب التلاوة وهو أفضلها، وبهذا تعلم الفرق بين التلاوة والترتيل.
الفرق بين الترتيل والتجويد : من الناحيه اللغويه الترتيل مصدر
"
رتل " والراء والتاء واللام في لغة العرب جذر لغوي يدل على التنسيق
والترتيب . وعلى حسن الأداء إذا حمل على الكلام ،فالأصل هو الترتيب . قالت
العرب : ثغر رتل أي مفلج الأسنان منتظمها ،بين كل سن وسن فواصل دقيقة لكنها
ملحوظة على نسق ونظام مرتبين .( فسر بعضهم قوله تعالى( ورتل القرآن ترتيلا)أي اقرأه على هذا الترتيب من غير تقديم ولا تأخير .
الترتيل والتجويد معناهما متقارب
* فترتيل القراءة الترسل فيها ... كما قال الله تعالى:
وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا {الفرقان:32}
* وتجويد الشيء الإتيان به جيداً، والجيد ضد الرديء وفي اصطلاح القراء: الترتيل مرتبة من مراتب تجويد القرآن الكريم التي هي: الترتيل، والتدوير، والحدر ... وهذا
ترتيبها من ناحية سرعة القراءة فأسرعها الحدر ثم التدوير ثم الترتيل ثم
التجويد ولذلك فالقراءة بالتجويد تشمل هذه المراتب الثلاثة،والواجب على
المسلم إذا أراد قراءة القرآن أن يقرأه مجوداً بأحد هذه المراتب،كما قال
ابن الجزري رحمه الله تعالى: والأخذ بالتجويد حتم لازم -- من لم يجود القرآن آثم لأنه به الإله أنزلا-- وهكذا منه إلينا وصلا
******************
وهذا مثال لثلاث أنواع من القراءات
للشيخ : محمد صديق المنشاوى رحمه الله رحمه الله
واسكنه فسيح جناته
الاولى :
من المصحف المرتل :رواية حفص عن عاصم
نوع المصحف : مصحف مرتل
آل عمران
الثانية : المصحف المجود
اسم السورة الفاتحة - البقرة 29
القراءة مصحف مجود تحميل
الثالثة : من تسجيلات المساجد
اسم السورة ما تيسر من سورتي ق والرحمن
القراءة : تسجيلات المساجد (حفلات خارجية)
ملحوظة : من تسجيلات الكويت تحميل
اسمعوا لكل منها واكيد سيتضح لكم الفرق متمنيا ًالإفادة للجميع
************************************************** ****
تجويد القرآن - فتاوى للشيخ ابن العثيمين رحمه الله
تجويد القرآن
هل يجوز للمسلم أن يقرأ القرآن دون الانضباط ببعض أحكام التجويد؟
فأجاب رحمه الله
تعالى: نعم يجوز ذلك إذا لم يلحن فيه فإن لحن فيه فالواجب عليه تعديل
اللحن وأما التجويد فليس بواجب التجويد تحسين للفظ فقط وتحسين اللفظ
بالقرآن لا شك أنه خير وأنه أتم في حسن القراءة لكن الوجوب بحيث نقول من لم
يقرأ القرآن بالتجويد فهو آثم قول لا دليل عليه بل الدليل على خلافه بل إن القرآن
نزل على سبعة أحرف حتى كان كل من الناس يقرؤه بلغته إلا أنه بعد أن خيف
النزاع والشقاق بين المسلمين وحد المسلمون في القراءة على لغة قريش في زمن
أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله
عنه وهذا من فضائله ومناقبه وحسن رعايته في خلافته أن جمع الناس على حرف
واحد لئلا يحصل النزاع والخلاصة أن القراءة بالتجويد ليست بواجبة وإنما
الواجب إقامة الحركات والنطق بالحروف على ما هي عليه فلا يبدل الراء لاما
مثلا ولا الذال زاياً وما أشبه ذلك هذا هو الممنوع.
***
هل يلزم قارئ القرآن أن يكون ملماً بأحكام التجويد؟
فأجاب رحمه الله تعالى: لا يلزم لقارئ القرآن
أن يكون ملماً بقواعد التجويد ولا يشترط أن تكون تلاوته بالتجويد بل هو
مأجور مثاب على قراءته الحروف على ما هي عليه والحركات على ما هي عليه وإن
لم يراع قواعد التجويد لكن التجويد في بعضه تحسين للفظ وتزيين للصوت ومن
المعلوم أنه ينبغي للمرء أن يحسن صوته بكتاب الله العزيز.
***
بالنسبة لقراءة القرآن بدون تجويد هل عليها أجر كوني لا أعرف القراءة بالتجويد وهل إذا وضع المصحف في مسجد يعتبر صدقة جارية أم لا؟
فأجاب رحمه الله تعالى: نعم القراءة بالتجويد ليست واجبة وإنما هي سنة لتحسين الصوت بالقرآن لأنه ينبغي على الإنسان أن يحسن صوته بتلاوة كتاب الله
ومن التحسين التجويد وأما كونه واجبا فلا إذا كان الإنسان يقيم الحركات
يرفع المضموم ويفتح المنصوب ويكسر المجرور ويسكن الساكن فليس عليه إثم في
ذلك وأما وضع المصحف في المسجد فهو إن شاء الله
تعالى من الخير ويجري أجره على صاحبه ما دام الناس ينتفعون به فإذا تلف
انقطع الأجر لكن أريد أن أنبه على أمر مهم وهو اللحن الذي يحيل المعنى فإن
بعض الناس ولا سيما كبار السن لا يبالون به ويقرؤون القرآن
بهذا اللحن وهذا حرام عليهم ولا يصح أن يكونوا أئمة في المساجد ولو كان
لهم مدة طويلة في الإمامة فإنه لا يجوز إبقاء إمامتهم إذا لم يقيموا
ألسنتهم بكتاب الله مثال ذلك أن بعضهم يقرأ قول الله
تعالى (صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ) بفتح التاء فيضمها
فيقول صراط الذين أنعمت عليهم وهذا لحن يحيل المعنى ويجب على الإنسان أن
يقوم لسانه عنه فإذا قال أنا لا أستطيع أنا لا أقدر إلا هذا قلنا إذن لا
تصل في الناس إماما لأن لحنك هذا يحيل المعنى ومثل أن يقول إياكي نعبد
وإياكي نستعين هذا أيضا يحيل المعنى إحالة فاحشة فيجب عليه أن يقوم لسانه
فيقول إياك نعبد فإن لم يستطع فإنه لا يجوز أن لا يكون إماما للناس وعليه
أن يتنحى وإن كان له مدة طويلة في الإمامة.
***
هل يأثم من يقرأ القرآن الكريم بدون تطبيق لأحكام التجويد وذلك لجهله فيها؟
فأجاب رحمه الله
تعالى: لا يأثم بهذا لأن أحكام التجويد إنما هي لتحسين القراءة فقط
وليست واجبة فمن أقام الكلمات والحروف على ما هي عليه فقد قام بالواجب.
***
يقول السائل ماحكم من قرأ القرآن ولم يرتل لعدم قدرته على الترتيل أفيدونا بهذا مأجورين؟
فأجاب رحمه الله تعالى: ترتيل القرآن
على وجهين الوجه الأول ما يكون به بيان الحروف وإظهارها بحيث لا يسقط
شيئاً من الحروف فهذا واجب ولا يجوز للإنسان أن يقرأ على وجه يسقط فيه
الحروف كما يفعله بعض الناس من السرعة العظيمة التي يخفي فيها الواو
أحياناً أو الفاء أحياناً أو اللام أحياناً أو أي حرف من الحروف لأنه إذا
تلاه على هذا الوجه فقد تلاه على غير ما أنزل فيخشى أن يكون ممن يلوون
ألسنتهم بالكتاب.
أما الثاني فهو الترتيل الذي يكون أكثر من إظهار الحروف بحيث يكون اللفظ
محسناً بالتجويد أو يقف عند كل آية فهذا الترتيل ليس بواجب ولكنه مستحب إن
فعله الإنسان فهو أكمل وأفضل وإن لم يفعله فلا حرج عليه.
***
مستمع رمز لاسمه بـ ح. أ. م. يعمل في المملكة يقول في رسالته بأنه شابٌ مؤمنٌ بالله سبحانه وتعالى ومصدق لنبيه صلى الله عليه وسلم ومحافظ على الصلوات المكتوبة ويكثر من قراءة القرآن
ولله الحمد ولكن يقول عندما أقارن بين قراءتي وبين قراءة المقرئين من
خلال المذياع أجد أنني أرتكب أخطاءً كثيرة فهل علي إثمٌ لما أرتكبه من
أخطاء من غير قصد أفيدونا أفادكم الله؟
فأجاب رحمه الله تعالى: أقول إن الله سبحانه وتعالى أنزل على عبده محمد صلى الله عليه وسلم الكتاب بلسانٍ عربيٍ مبين كما قال الله
تبارك وتعالى (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ
لِتَكُونَ مِنْ الْمُنذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ) فيجب على
الإنسان أن يقرأ هذا القرآن
باللسان العربي فيرفع المرفوع وينصب المنصوب ويجر المجرور ويجزم المجزوم
ولا يجوز له أن يغير الحركات فإذا كان يغيرها فالواجب عليه أن يتعلم وأن
يكرر بقدر استطاعته ولا يجوز أن يتهاون في هذا الأمر ويقول سأبقى على ما
أنا عليه من الخطأ وأما ما لا تتغير به الحركات من صفات الحروف فهذا ليس
بواجب مثل المد والقصر وما أشبه ذلك إلا أن يؤدي ترك المد إلى إسقاط حرف أو
يؤدي القصر إلى إسقاط حرف هذا لا يجوز لأن إسقاط الحرف كتغيير حركته
والمصاحف ولله الحمد متوفرة وبالإمكان أن يأخذ الإنسان مصحفاً يقرؤه كلمةً
كلمة حتى يأتي به على وجه الصواب.
***
رسالة المستمع من الباحة سعد علي يقول بأنه يحب قراءة القرآن
حباً عظيماً والحمد لله ويقول أنا لا أجيد حقيقة القراءة جيداً وهناك
شباب أحسن مني في قراءتهم لكنهم لا يطبقون أحكامه ويقولون لو أنت مطوع
لكنت أحسن منا فما رأي فضيلتكم في ذلك؟
فأجاب رحمه الله تعالى: أرى أن الفائدة من قراءة القرآن هي تدبر القرآن والاتعاظ به والعمل به فأنت أحق منهم بالقرآن وذلك لأنك تعمل به حسبما قلت ومعلومٌ أن الذي يجيد قراءة القرآن ولكنه لا يعمل به يكون شبيهاً بمن قال الله
فيهم (مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا
كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً) فالحامل سيئ والمحمول حسن فقل
لهم إذا قالوا لك مثل هذا القول قل وأنتم لو كنتم من أهل القرآن لعملتم به فإعراضكم عن القرآن مع أن الله حملكم إياه أشد من كونكم لا تحملون القرآن أما بالنسبة لك أنت فأنت إذا قرأت القرآن وأنت تتعتع فيه وهو شاقٌ عليك فإن لك أجرين كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (الذي يقرأ القرآن
ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران) ومع ذلك فلا تيأس وحاول مرةً بعد
أخرى واعلم أنه لا يلزمك أن تقرأ بالتجويد المهم أن تقيم الكلمات والحروف
على الشكل المرسوم فلا تضم المنصوب ولا تنصب المرفوع وإنما تتمشى على حسب
الشكل المرسوم سواءٌ كان ذلك بطريق التجويد أو بغير طريق التجويد لأن
التجويد لا يراد به إلا تحسين اللفظ فقط وتحسين اللفظ ليس بواجب إنما هو
من كمال القراءة فلا عليك إذا قرأت القرآن بغير تجويد ولكن لا بد من ملاحظة الشكل.
***
المستمعة من العراق تقول تعلمت قراءة القرآن والكتابة في مدراس شعبية دون مراعاة للحركات وأصبحت حين أقرأ القرآن
أخطئ كثيراً فأنصب المرفوع وأجر المنصوب إلى غير ذلك من الأخطاء الكثيرة
فهل أستمر في القراءة على هذا اللحن الشنيع أم الترك أفضل أرجو التوجيه
مأجورين؟
فأجاب رحمه الله
تعالى: لا تتركي القراءة من أجل هذا الغلط ولكن حاولي بقدر المستطاع
إصلاح هذا الغلط وما دامت هذه السائلة تقول إني أرفع المنصوب وأنصب المرفوع
فإن هذا يدل على أنها تعرف هذا الشيء وإذا عرفته فلتصحح، وقد جاء عن
النبي صلى الله عليه وسلم (أن الذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران، والماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة).
***
المستمع من الأردن يقول فضيلة الشيخ ما الفرق بين حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها الذي ما معناه (الذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه فله أجران) ومعنى الحديث الذي يقول (رب قارئ للقرآن والقرآن يلعنه) أفيدونا مأجورين؟
فأجاب رحمه الله
تعالى: نقول إنه لا تعارض بين الحديثين إن صح الثاني وهو قوله (ربَّ
قارئ للقرآن والقرآن يلعنه) فإن المراد بالحديث الأول الذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق المراد به الرجل الحريص على قراءة القرآن فيحرص على قراءة القرآن ولو كان يتتعتع فيه أي يشق عليه النطق به على وجه سليم ومع ذلك فيحافظ على قراءة القرآن فإن هذا له أجران أجر التلاوة وأجر المشقة في التلاوة
أما الثاني إن صح فالمراد بقارئ القرآن الذي يلعنه القرآن هو القارئ يقرأ القرآن ولكنه لا يؤمن بأخباره ولا يعمل بأحكامه يكذب الأخبار يحرفها يستكبر عن الأحكام فيخالفها فمثل هذا القارئ يكون قارئاً للقرآن لكن القرآن في الحقيقة برئ منه بتكذيبه القرآن أو استكباره عن العمل بأحكامه ولا فرق بين من يكذب القرآن جملة أو يكذب خبراً واحداً من أخباره وبين أن يرفض أحكامه جملة أو يرفض حكماً من أحكامه لأن الله
سبحانه وتعالى جعل الكفر ببعض الشريعة كفراً بها كلها فقال تعالى ناعياً
على أهل الكتاب (أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ
بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي
الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ
الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) وجعل الذين يكفرون
ببعض الرسل دون بعض كافرين بالجميع فقال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ
يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ
اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ
وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً (150) أُوْلَئِكَ
هُمْ الْكَافِرُونَ حَقّاً وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً
مُهِيناً) فهذا هو القول في ما ذكره السائل وبه يتبين أنه ليس هناك تعارضٌ
أصلاً بين ما ذكره السائل.
***
يقول السائل أنا أقرأ القرآن
ولكني لست ماهراً بقراءته فقد يحدث مني أخطاء بتحريف بعض الآيات بدون قصد
فهل عليَّ إثم في ذلك وهل أترك قراءته لهذا السبب أم أقرأ على حسب علمي
ومقدرتي وليس علي إثم فيما أخطأت؟
فأجاب رحمه الله تعالى: يجب عليك أن تقرأ القرآن
كما هو موجود في المصحف معرباً محركاً بحركاته وهذا أمر ميسر لمن كان
يعرف الحروف والحركات ولا يجوز لك أن تتهاون وتقرأ على حسب ما كنت تقرأ بل
يجب عليك أن تقف عند الآية أو عند الكلمة حتى تنطق بها نطقاً صحيحاً لأن
هذا القرآن كلام الله عز وجل تكلم الله به لفظاً فهو كلامه لفظاً ومعنى والواجب أن تقرأه كما هو في المصحف ولو تتعتعت فيه فإن ذلك أجر لك كما جاء في الحديث (الذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران والماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة) فمرن نفسك على التلاوة الصحيحة ولا تتهاون ولا تفرط.
فضيلة الشيخ: لكن إذا كان المستوى الذي يقرأ عليه هو غاية علمه وقد يخطئ وهو لا يدري أنه يخطئ؟
فأجاب رحمه الله
تعالى: يجب عليه أن يتعلم لأن الأمر ليس بالسهل فإن بعض الناس يقرأ على
سجيته أو طبيعته من دون أن يحاول التعلم والتمرن على النطق بالكلمات صحيح
أن بعض الناس قد تكون لهجته لا توافق النطق العربي على الوجه الصحيح لكن
عليه أن يحاول بقدر ما يستطيع ولا يتكلم بالقرآن كأنما يتكلم بكلام آخر
عادي.
***
م ع م من الزلفي تقول أنا اقرأ القرآن
وأعرف الحروف الهجائية ولم أتعمق في معرفتها فلا أعرفها معرفة تامة فيحصل
لي عند قراءتها بعض الغلط في بعض الكلمات هل يجوز لي قراءتها مع ذلك مع
حرصي على القراءة الجيدة؟
فأجاب رحمه الله تعالى: لا يجوز للإنسان أن يقرأ القرآن إذا كان لا يعرف إلا بتعلم فالمواطن التي لا تعرفينها من القرآن الكريم لا تقرئيها حتى تتخذي معلمة تعلمك إياها فإذا عرفتيها فاقرئيها أما المواطن الأخرى التي تعرفينها وتخرجينها على ما في كتاب الله فلا حرج عليك في قراءتها وإذا حصل للقارئ سهو أو غلط أو تغيير في كلمة فإنه لا حرج عليه إذا كان غير متعمد.
فضيلة الشيخ: حديث الرسول صلوات الله وسلامه عليه (من قرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة ومن قرأ القرآن وهو عليه شاق ويتتعتع به فله أجران) ألا يكون مثلاً يوافق قراءة هذه السائلة؟
فأجاب رحمه الله تعالى: لا لأن الذي يتتعتع يقول (من قرأ القرآن) والمغير للكلمات والحروف ما قرأ القرآن
أبدل كلمة بكلمة أو حرفاً بحرف لكن معنى يتتعتع يعني يشق عليه يخرج
الكلمة شيئاً فشيئا مثل أن تجده مثلاً يقول قل أعوذ أعوذ أعوذ يعني مشقة
يتهجاها تهجياً فيتتعتع وأما أن يغير فلا ثم إنه إذا كان يغير وعنده معلم
يقومه فلا حرج أيضاً لأن هذه هي طريقة التعلم لكن الرجل يعرف أنه يغير ولا
يحاول أن يتعلم على قارئ فهذا خطأ ولا يجوز.
***
تقول قال النبي صلى الله عليه وسلم (ليس منا من لم يتغن بالقرآن) ما معنى الغناء بالقرآن هنا؟
فأجاب رحمه الله تعالى: اختلف العلماء رحمهم الله في معنى قوله (لم يتغن بالقرآن) فقيل المعنى أن يستغني به عن غيره لأن من لم يستغن بالقرآن عن غيره واتبع غير القرآن
على خطر عظيم ربما خرج من الإسلام بذلك وقيل المعنى من لم يحسن صوته
بالقرآن احتقاراً للقرآن فليس منا ومن المعلوم أنه ليس على ظاهره بمعنى أن
من لم يقرأ القرآن على صفة الغناء فليس من الرسول في شيء ليس هذا مراد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قطعا.
***
يقول هل قراءة القرآن بالتجويد المعروف الآن من السنة؟
فأجاب رحمه الله تعالى: الذي يظهر لي أن قراءة القرآن
بالتجويد الموجود الآن من تحسين التلاوة ولكنه ليس بواجب وإنما الواجب
إظهار الحروف والحركات لكن إذا أتى به على النحو المعروف الآن في التجويد
كان هذا من تحسين الصوت بشرط ألا يبالغ في مخارج الحروف فإن بعض الناس
يبالغ في مخارج الحروف حتى إنه يتكلف إخراج حروف القلقلة وأشباهها.
***